تماف : بركة منك يا سيدنا ، نيافتك راجل قديس ونيافتك مطران بلدى .
سيدنا : آه يا تماف أتذكر لما حضر عندى فى المطرانية تقريباً سنة 62 (1962م) والدك
المرحوم يسى خله الطرابيشي وطلب منى عمل قداس علشان موضوع رئاستك للدير
وكان سنك صغير ورافضة الرئاسة وأبوكِ كتب لكِ جواب علشان تهربي من الدير ..
قلت له يا مقدس ده غلط كبير بعد أن نذرت نفسها للرهبنة وصارت راهبة ..
ماينفعشى وبعدين قال لى هاأعمل لها أوضة (حجرة) على السطوح تتعبد فيها قلت
له : برضة ما ينفعشى .. وعملت القداس وشعرت براحة شديدة بعده .. وذكرتك بعد
كدة فى قداسات كثيرة فالسيد المسيح كان مختارك من بطن أمك والقديسة
العذراء أم النور عايزاكِ والشهيد أبي سيفين مبسوط بكِ وهو اللى عاوزك تبقي
رئيسة لديره والبابا كيرلس السادس نيح الله نفسه أعطاكِ إسكيمه المبارك ..
دا أنا شايف عمار ومباني جديدة فى الدير .. دا بقى حاجة تانية .
تماف : دا كله بقوة وإرادة إلهى وسيدى الرب يسوع المسيح وتشجيع قداسة البابا
وصلوات نيافتك يا سيدنا أنا معملتش حاجة العمل عمل الله وصاحب المكان
القديس فلوباتير مرقوريوس ابو سيفين .
سيدنا : ودير سيدى كرير فى الاسكندرية ما أروعه يا تماف حاجة حلوة خالص أنا عارف
انك نعبنى كتير فيه وسمعت انك اشتريتي للدير أرض فى القناطر الخيرية وعملتِ
مزرعة فيها للدير .
تماف : "إن لم يبن
الرب البيت فباطل تعب البناؤون" يد الرب معنا بإستمرار هنا وهناك وأبو
سيفين شغال كويس قوى .. الحمد لله .. وانت يا سيدنا عمرت فى جرجا وبنيت
كنائس كثيرة وسمعت ان نيافتك بتعمر فى دير الملاك شرق جرجا وخليته حاجة
حلوة .
القس بولا الجورجى : سيدنا عمل شيئ عظيم فى دير الملاك وعمران حصل فى كل مكان بالدير .
سيدنا : يد الرب زى ما هى معاكِ معانا تبني وتعمر ونحن أعطانا الرب وزنه لنربح بها
شيئ لملكوت السموات وعلينا مسئولية كبيرة وأمانة عظيمة نشيلها وسوف نُعطى
عنها حساباً يوم الدينونة .
تماف : كرحمتك يارب وليس كخطايانا .
سيدنا : ربنا يسترها معاكِ ومعانا ويجعل لنا مكان فى الأبدية السعيدة .. آه إنى
إشتهيت الإنطلاق من هذا العالم لأكون مع المسيح فى السماء .. انا خلاص تعبت
.. الجسد مرض وتعب حتى السفر صار يتعبني .
تماف : ربنا يقويك يا سيدنا .. وبعدين لما نيافتك عاوز شيئ أو تروح مكان ممكن تروح له سائح .
سيدنا : ما إنتِ يا تماف صديقة السواح وواحدة منهم والسواح بيحضروا لغاية هنا وانتِ بتصلى معاهم .
تماف : آباء كتير شاهدوا نيافتك وإنت ترأس صلاة القداس الإلهى الذى تصليه مع الآباء السواح .
سيدنا : (فى تواضع) أروح فين يا تماف بين القديسين دول .. ربنا يدينا بركتهم
العظيمة .. فاكرة يا تماف لما الأباء السواح أخدوكى إلى كنيستهم التى بين
دير الأنبا أنطونيوس ودير الأنبا بولا بالصحراء الشرقية وصليتي معهم
وإتناولتى من جسد الرب ودمه الأقدسين وأعطوكى قربانة بعد القداس ثم رجعوكى
للدير مرة أخرى .
تماف : أنا غير مستحقة
أن أرى قديسين بمثل هذه الدرجة الروحية العالية .. انا يا سيدنا أمة الرب
عبدته وخادمته التى لا تستحق شيئاً من نعم وكرم الرب عليها .
سيدنا : أنتِ تستحقي وتستحقي وتستحقي وكفاية أنتِ فى مكان شرفه السيد المسيح وستنا العذراء أم النور لما أتوا مصر مع القديس يوسف النجار .
تماف : بركة عظيمة لا نستحقها وقد تأكدنا من ذلك لما جاء البابا كيرلس السادس نيح
الله نفسه ونفعنا بصلواته فجر 9 مارس 68 (1968م) الدير لتدشين كنيسة
السيدة العذراء التى أمر ببنائها وإعدادها بناء على رؤية ظهرت له فيها أم
النور كما ظهرت لإحدى الراهبات هنا فى الدير ، وقد طلبت من غبطته تدشين
مذبح بإسمها فى المكان الذى إستراحت فيه مع الطفل يسوع أثناء الهروب إلى
مصر وبعد تدشين المذبح والأوانى والصور جاء ليدشن أيقونة هروب العائلة
المقدسة إلى مصر فحدث فوران من زيت الميرون من القارورة التى كان ممسكاً
بها وإنسكب الزيت على الصورة ورأينا البابا كيرلس وقد دمعت عيناه ثم أخذ
يناجى الست العذراء قائلاً : اوعى يا ست يا عدرا يقع الميرون على الأرض ..
وكانت هذه العلامة التى قالتها العذراء للبابا كيرلس لتؤكد أن هذا المكان
قد تقدس من قبل بقدوم العائلة المقدسة إليه وحلول رب المجد يسوع وهو طفل
فيع وقد حدثت عجائب كثيرة منذ البدء فى إنشاء هذه الكنيسة وحتى يوم تدشينها
وللآن .
سيدنا : أنا شايف مبنى حلو كبير وأنا داخل الدير .
تماف : دا يا سيدنا الدير القديم أخذناه بنعمة المسيح بإعجوبة وتم إنشاء مبنى
القلالى الجديد للراهبات فى مكانه وقام قداسة البابا شنودة .. ربنا يحافظ
عليه ويطول فى عمره .. عام 96 (1996م) بإفتتاحه وقد أعجب غبطته به جداً
وكان مبسوط بيه قوى .
سيدنا : ده عمل
عظيم يا تماف .. العمل والتعمير بركة من عند الرب .. الرب يبارك فى عمله
ويبارك لنا فى سيدنا البابا شنودة ولكِ يا تماف أكاليل كتيرة عند ربنا
وكفاية الكنائس والمذابح الكثيرة اللى عملتيها فى الدير ومشروعاتك الخيرية
وإخوة الرب ..
أنا شايف راهبات كتير صغيرات فى الدير أكيد كنتِ قدوة لهن ومحبتهم لكِ جذبتهم لحياة البتولية والرهبنة .
تماف : حب ربنا العجيب الذى بذله لأجلنا على الصليب هو الذى جذبهن وليس لى أى فضل عليهن .
سيدنا : نعم وأيضاً له المجد اقامك الأم الرئيسة التى تحتضن بناته وتظلل عليهن .
تماف : السيد المسيح له كل المجد لا يترك أحد تخصص وكرز نفسه له ، والشهيد ابو
سيفين صاحب المكان لا يترك مكانه ولا بناته اللاتى ترهبن فى ديره .
سيدنا : ربنا يبارك مكانه ويحفظ بناته .
تماف : : إنت شرفتنا كتير خالص يا سيدنا وإحنا أخدنا بركة كبيرة بزيارتك لنا يا سيدنا .
سيدنا : أنا أخدت بركة كبيرة من الدير ومن القديس ابي سيفين ومنكم يا تماف .. انا
راجع بيت أبويا السماوى قريب جداً وبإذن المسيح هاتكونى فى وداعى ..
(وإبتسم سيدنا)
تماف : ربنا يعطيك الصحة وطول العمر يا سيدنا .
سيدنا : وبإذن المسيح فى وقته سأفعل نفس الشيئ أيضاّ .
| هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 640x480. |
تماف : صلى لى يا سيدنا يكون نصيبي السماء ونتقابل مع الرب يسوع المسيح وستنا العذراء وابو سيفين والشهداء والقديسين .
سيدنا : (يقف) نصلي من الأعماق : "يا أبانا الذى فى السموات.."
(ويخرج
سيدنا من الصالون وإذ بالراهبات خارج الصالون بالطرقة يقفن صفين ويسلمن
على سيدنا واحدة واحدة والبعض طلب الصلاة .. والبعض طلب أخذ بركة .. والبعض
طلب ذكرهن فى صلواته وفى القداس)ونظر سيدنا إلى الدير الذى إنبهر لروعة وجمال مبانيه نظرة وداع وصلى لتماف
إيريني ولراهبات الدير اللاتى قدمن لنيافته ميطانية الإحترام والتقدير .
أما نيافته فقد ظلت يده وهى ممسكة بالصليب مرفوعة لأعلى تباركهن وتحيهن
وتدعو لهن وتشكرهن على الإستقبال والحفاوة العظيمة التى غمروه بها وتلميذه .